تعتبر سورة الفلق واحدة من السور القصيرة والمميزة في القرآن الكريم. وهي تحمل رسالة هامة للأطفال عن الحماية والطمأنينة التي يمكن أن يمنحها الله لنا. إن تعلم معاني هذه السورة يمكن أن يساعد الأطفال على فهم الإسلام وتعلم قيمه الأخلاقية.
تُعرف سورة الفلق بأنها سورة المعوذتين، حيث تستخدم الفعل المؤوِّذ في البداية، وهو الفعل الذي يعني “العون والمساعدة”، وتعني هنا الحماية من الشرور والأذى. وتتكون السورة من ثلاث آيات فقط، مما يجعلها سورة قصيرة وسهلة التحفيظ للأطفال.
تدور فكرة سورة الفلق حول الحماية والاستعاذة بالله من كل مكروه وشر يمكن أن يحدث لنا. ففي هذه السورة، يُخاطب الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويوجهه للاستعاذة بالله من الشرور التي يخلقها الليل والظلام، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسدٍ إذا حسد.
تعلم الأطفال أنه يمكنهم أن يتوجهوا إلى الله في أي وقت يشعرون فيه بالخوف أو القلق أو عندما يشعرون بأن هناك شيئًا سيئًا يحدث لهم. يمكنهم أن يطلبوا من الله حمايته والتوجه بهم عندما يشعرون بالتوتر أو الضعف. فالله هو المعين الحقيقي الذي يمكن أن يعطيهم القوة والطمأنينة.
باختصار، تعلم سورة الفلق الأطفال أنه يمكنهم الاعتماد على الله في جميع جوانب حياتهم وأنه يحميهم من الشرور والأذى. إن فهم هذه السورة يساعدهم على بناء الثقة بالنفس والرضا الداخلي والحماية من الشرور التي قد تواجههم في الحياة.
عند تعليم الأطفال سورة الفلق، يمكن أن ترافقهم بالتفسير البسيط للكلمات المفتاحية وتوضيح معاني الآيات. كما يمكن استخدام القصص والأمثلة البسيطة لتوضيح فكرة الحماية والتوجه إلى الله في الحالات الصعبة.
إن فهم سورة الفلق يمنح الأطفال الشعور بالأمان والثقة بأن الله معهم في جميع الأوقات وأنه يحميهم من الشرور والمكروهات.
تفسير سورة الفلق للأطفال
قل أعوذ برب الفلق
قول الله -تعالى-: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ” هو جزء من آية في سورة الفلق (الآية 1). في هذه الآية، يأمر الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول: “أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ”، وهي تعني أنه يجب علينا أن نستعيذ بالله من الشرور والأذى.
معنى كلمة “الفلق” قد تنوعت آراء أهل العلم. بعضهم يعتقدون أنه يشير إلى سجن في جهنم، وآخرون يرون أنه يشير إلى الصبح، وبعضهم الآخر يعتقدون أنه يشير إلى الخلق بشكل عام.
في هذه الآية الكريمة، يدعونا الله -تبارك وتعالى- لنلجأ إليه ونستعين به ليحمينا من شر كل ما خلقه، بغض النظر عن المفهوم الدقيق لكلمة “الفلق”. إنها دعوة للحماية والاستعانة بالله تعالى في جميع جوانب حياتنا ومن كل الشرور التي قد تواجهنا.
من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب
قول الله -تعالى-: “مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ” هو جزء من آية في سورة الفلق (الآيتين 4-5). في هذه الآيات، يدعونا الله -تبارك وتعالى- لنستعين به ونطلب حمايته من شر كل ما خلقه وشر الليل المظلم.
كلمة “الغَاسِق” تشير إلى أول الليل عندما يبدأ الظلام في الزيادة، وكلمة “الوَقَب” تشير إلى الليل الذي يكون فيه الظلام شديدًا ومكثفًا.
في هاتين الآيتين، يأمرنا الله -تعالى- أن نستعين به ليحمينا من شر كل ما خلقه، سواء كان ذلك بشرًا أو حيوانًا أو جانًا. وأيضًا ليحمينا من شر الليل الداكن والمظلم.
إن استخدام هذه الصيغة يعكس الحاجة إلى الاعتماد على الله والاستعانة به في جميع جوانب حياتنا، سواء في مواجهة التحديات أو حماية أنفسنا من الشرور. فنحن نسأل الله أن يحمينا ويحفظنا من كل ما يمكن أن يؤذينا، ونطلب منه أن يكون ملاذًا وحماية لنا في أوقات الضعف والظلام.
ومن شر النفاثات في العقد
قول الله -تعالى-: “وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ” هو جزء من آية في سورة الفلق (الآية 5). في هذه الآية، يدعونا الله -تبارك وتعالى- لنستعين به ونطلب حمايته من شر النفَّاثَاتِ في العقد.
تُشير كلمة “النفَّاثَاتِ في العقد” إلى الساحرات اللواتي ينفخن في الخيط المربوط عند عمل السحر. والسحر هو من أعمال الشيطان القبيحة التي يهدف منها إلى إيذاء الناس وإحداث الأذى.
في هذه الآية، يدعونا الله -تعالى- لنستعين به ليحمينا من شرور أي شخص يرغب في إلحاق الضرر بنا عن طريق السحر أو وسائل أخرى. نحن نتوجه إلى الله لنطلب حمايته والاستعانة به في مواجهة مكائد السحرة ومن يرغب في إلحاق الأذى بنا.
في هذه الصيغة، نعبر عن حاجتنا إلى الله واعتمادنا عليه لحمايتنا من الأشرار والمكروهات التي يمكن أن تواجهنا. إننا نعترف بقوة الله ونتوجه إليه للحماية والنجاة من كل من يرغب في إلحاق الأذى بنا.
ومن شر حاسد إذا حسد
قول الله -تعالى-: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” هو جزء من آية في سورة الفلق (الآية 7). في هذه الآية، يدعونا الله -تبارك وتعالى- لنستعين به ليحمينا من شر الحاسد وأهله.
الحسد هو فعل مذموم يشير إلى التمني بزوال النعمة عن الآخرين والتحسر على نعمهم. يعتبر الحسد ضررًا للنفس وللعلاقات الاجتماعية، ويدفع الشخص إلى الغيرة والكراهية نحو الآخرين.
في هذه الآية الكريمة، يأمرنا الله -تعالى- أن نستعين به ليحمينا من شر الحاسد وأهله، وليديم علينا نعمه وبركاته. إننا نتوجه إلى الله ليحمينا من الآثار السلبية للحسد وليحفظنا من أي أذى يمكن أن يتعرض له بسبب حسد الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآية نزلت في سياق اليهود الذين حسدوا الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- على النبوة والرسالة التي أُوتي بها.
إن فهمنا لهذه الآية يعلمنا أهمية التعوذ بالله من الشرور والحفاظ على حمايتنا من آثار الحسد والتحسر. نطلب من الله أن يديم علينا نعمه وأن يحمينا من شر الحاسدين ومكائدهم.
ماذا أستفيد من تفسير سورة الفلق للأطفال ؟
سورة الفلق تحمل الكثير من الفوائد والدروس التي يمكننا استفادتها، ومن أبرز تلك الفوائد والدروس:
الاستعاذة بالله ضرورية للحماية:
تعلمنا السورة أنه يجب أن نستعيذ بالله من شرور البشر والجن وكل ما خلقه الله تعالى. إن الاستعاذة بالله تعطينا الحماية والقوة لمواجهة التحديات والشرور.
التفكر في عظمة الله الخالق:
تذكرنا السورة بعظمة الله الذي هو رب الفلق وصانع كل شيء في الكون يجب علينا أن نتأمل في قدرة الله وتوحده في الخلق والرعاية.
الاستعاذة من شر الساحرات وأهل المنكرات:
تعلمنا السورة أهمية الاستعاذة بالله من شر الساحرات وغيرهم من أهل الفساد والمنكرات. يجب أن نعتمد على الله لحمايتنا والحفاظ على سلامتنا من تلك الشرور.
الحذر من الحسد والحاسدين:
توجهنا السورة إلى الله لحمايتنا من شر الحسد ومكائده الضارة. يجب أن نكون حذرين ونستعين بالله للحفاظ على نعمنا وحماية أنفسنا من آثار الحسد.
المواظبة على ترتيل آيات الله والأذكار:
تعلمنا السورة أهمية الالتزام بتلاوة آيات الله وأذكار الصباح والمساء. إن ترتيل القرآن والذكر يساعدانا على تحصين أنفسنا والبقاء على الطريق الصحيح.
الاعتماد على الله في جميع الأمور:
تذكرنا السورة بأهمية الاستعانة بالله في جميع جوانب حياتنا. إن اللجوء إلى الله والاعتماد عليه هو السبيل إلى القوة والتوفيق في جميع الأمور.
التحذير من الدجالين والسحرة:
تحذرنا السورة من الدجالين والسحرة وأعمالهم الضارة، لذلك يجب علينا أن نتعامل معهم بحذر وأن لا نصدقهم في كذبهم وشعوذاتهم.
الإنسان ضعيف والاستعانة بالله هي السبيل:
تذكرنا السورة بأن الإنسان ضعيف وبأن اللجوء والاستعانة بالله هما السبيل إلى القوة والنجاح. يجب أن نعتمد على الله في كل أمورنا ونطلب منه المعونة والتوفيق.
التنبيه على شرور الليل:
تنبهت السورة لنا على أهمية الحذر والتحصن من شرور الليل وما فيها من مخاطر. يجب أن نكون حذرين ونعتمد على الله للحماية والسلامة في جميع الأوقات.
تعويد النفس على ذكر الله:
تعلمنا السورة أهمية تعويد النفس على ذكر الله لحماية القلب من الانجراف والتمني بزوال النعم عن الآخرين. يجب أن نحافظ على تذكر الله والابتعاد عن الغرور والحسد.
سورة الفلق هي سورة مدنية وتحمل خمس آيات، وهي تُعتبر حصنًا للمؤمن من كل شر. تبيّن لنا عظمة الله في الخلق وقدرته على حمايتنا ورعايتنا عندما نستعين به ونتوجه إليه للمعونة. كما تحذرنا أيضا السورة من بعض الأعمال المذمومة وتوجهنا إلى السبل الصحيحة في التخلص منها.
No Comments